جميع حقوق النشر في هذه المدونة تخص ورثة عزيز الحجية ويمنع نقل اي محتوى دون الرجوع لهم وطلب ذلك منهم

ولد الباحث المرحوم عزيز جاسم محمد خلف الحجية في بغداد محلة حمام المالح في شهر رمضان المبارك سنة 1339 هجري - 1921 ميلادي ختم القرأن على يد الملا لالة ابراهيم في محلته ثم دخل مدرس الفضل الأبتدائية للبنين فالغربية المتوسطة للبنين ثم التحق بالدورة الأولى في مدرسة الثانوية العسكرية في 27 /12 /1938 فالكلية العسكرية حيث تخرج ضابط 1 / 7 /1942 شارك في حربي مايس 1941 وفلسطين الجهادية 1948 .اوفد الى بريطانيا لأ مري السرايا سنة 1954 وسافر مع الوفود الرياضية الى عدد من الأقطار العربية كسوريا ولبنان ومصر والبحرين والدول الأجنبية كتركيا وايران والأتحاد السوفيتي وايطاليا وفرنسا والصين الشعبية واليونان وجكوسلوفاكيا وبلجيكا وتدرج بالرتب والمناصب العسكرية حتى وصل الى رتبة عقيد احيل على التقاعد في 15 / 2 / 1963 اشتغل بالتجارة وانتمى الى غرفة تجارة بغداد وفتح مخزن للتجهيزات المنزلية بأسم اسواق عزيز الحجية في شارع 14 رمضان 1964 ولم يوفق بعمله فأغلقه .ثم فتح مكتب ثقافي بالمشاركة مع صديقه الحميم المرحوم عبد الحميد العلوجي باسم مكتب العلوجي والحجية لتعضيد ونشر الكتب الثقافية والخاصة لأخذ بأقلام الناشئة لكنه لم يوفق به فأغلقه في عام 1969 .عين في اللجنه الأولمبية الوطنية العراقية اول سكرتير متفرغ في حزيران عام 1971 وانهيت خدماته بها في اب 1982 .عين محرراً في مجلة الفروسية في تشرين الأول 1984 وانهي عقده في حزيران 1987 بسب احتجابها عن الصدور .تزوج عزيز الحجية عام 1950 وله ست بنات (حياة - دنيا - زينه - لينه - عزيزه - انعام ) وتأثر في كتاباته الأدبية بخاله المربي الكبير الشاعر المرحوم عبد الستار القره غولي وبأبن عمته الشهيد الرئيس الركن نعمان ثابت عبد اللطيف والذي كان يسكن معه تحت سقف واحد توفى يوم الخميس المصادف 12 /10 /2000 ميلادي بعد عناء طويل عاشه بسب المرض حتى انه ضعف بصره اخر ايامه يرحمه الله .الف عشرون كتاب سلسلة كتب بغداديات التي تتضمن من سبع اجزاء كانت تصويراَ للحياة الأجتماعية والعادات البغدادية خلال مائة عام وليعلم القارئ جمعها من افواه المعمرين من افراد عائلته واقاربه وابناء الطرف والأصدقاء الذين تكتنز ذاكرتهم بمعلومات لابد من تسجيلها اذ بدأوا يتصاقطون كأوراق الأشجار في فصل الخريف .
بغداديات الجزء الأول صدر سنة 1967
بغداديات الجزء الثاني صدر سنة 1968
بغداديات الجزء الثالث صدر سنة 1973
بغدايات الجزء الرابع صدر سنة 1981
بغدايات الجزء الخامس صدر سنة 1985
بغداديات الجزء السادس صدر سنة 1987
بغداديات الجزء السابع صدر سنة 1999
وله بقيت الثلاث اجزاء من بغداديات مخطوطة باليد ولم يوفقه الله بنشرها حيث توفي قبل نشرها .
الأمثال والكنايات في شعر الملا عبود الكرخي صدر عام 1986
مجموعة حكايات شعبية دار ثقافة الأطفال عام 1987 لم تضهر للوجود وأختفت ونحن نبحث عن الأسباب
المايونــــي يغرك قصة تمثيلية تتضمن معظم الأمثال العامية صدرت سنة 1958
السباحة فن ومتعة
اقتل لألى تقتل
الأشتباك القريب
فنون السباحة والصيد والقتال والكشافة
الشيخ ضاري قاتل الكولونيل البريطاني لجمن بالمشاركة مع الكاتب عبد الحميد العلوجي صدر سنة 1968
تمارين البندقية
ومن المقالات التي نشرت بعد وفاته في مجلة التراث الشعبي لسنة 32 العدد الأول صدرت في سنة 2001.
كتب الأستاذ خضر الوالي ... رحل عنا ابرز الكتاب والباحثين في الفولكلور العراقي الأستاذ عزيز الحجية .
كتب الأستاذ حسين الكرخي... عزيز الحجية ضاهرة تراثية لا تتكرر .
كتب الأستاذ مهدي حمودي الأنصاري ... الباحث الفولكلوري عزيز جاسم الحجية.
كتب الأستاذ رفعت مرهون الصفار ... الحجية صديقا وباحثاَ .
وكتب الأستاذ جميل الجبوري ... الراحل عزيز الحجية كما عرفته .
وكتب عنه كثيرون ... الأستاذ عماد عبد السلام رؤوف , الأستاذ فيصل فهمي سعيد .
وهناك رسائل كثيرة تشيد بالبحث الفولكلوري وكتب بغداديات ومؤلفات والدي منها الأستاذ الجليل البحاثة كوركيس عواد والأستاذ عدنان شاكر علي ونشرت جريدة بغداد في عددها 1969 الصادر في 16 شباط تحت عنوان جولة اخرى مع بغداديات للأديب الفنان والصديق الوفي ناجي جواد الساعاتي.
الأستاذ عزيز عارف .
كتب الأستاذ الكبير الأديب المعروف عبد القادر البراك في مجلة الف باء تحت عنوان ( اطرف كتاب عن التراث البغدادي ) .
والأستاذ الجليل عبود الشالجي .
والأستاذ الكبير البحاثة ميخائيل عواد.
والأستاذ الجليل حسان علي البزركان .
وعن كتابه المايوني يغرك اشاد بهذة الأنتاج الأستاذ الفاضل الدكتور مصطفى جواد حيث يقول .. قد سلك الأستاذ عزيز جاسم الحجية طريقة جديدة الى تسجيل الأمثال العامية البغدادية ونأمل ان يتوفر على جمع حكايات الأمثال البغدادية فيما يستقبل من زمانه والله تعالى المسؤول اني يوفقه للخير والنجاح .
هذه نبذة وما تكنه ذاكرتي عن حياة والدي المرحوم عزيز جاسم الحجية فأرجوالمعذرة من الأساتذة والباحثين ومن كتب عنه ولما تساعدني المصادر والذاكرة عن ذكر اسمائهم واحب ان اشكر كل من كتب عن والدي في حياته وبعد مماته واحب ان اشيد واشكر الأستاذ حامد القيسي بالجهود التي بذلها لأقامة الحفل التأبيني في قاعة وداد الأورفلي .
وأتأمل من كل الذين عرفو عزيز الحجية المعروف بعشقه لبغداد عاصمة المحبة والمودة والتقاليد الأصيلة مما يتوفر اليهم من ذكريات او لقائات او ممن بحوزتهم رسائل ان يساهمو في اغنناء الأبعاد الغائبة عن هذه الشخصية البغدادية عزيز جاسم الحجية الذي ظل قلبه حتى اخر لحضة في حياته معلقاَ بباب الزوراء.
دنيا عزيز جاسم الحجية
القاهرة -26 /2/2008


بســـم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

أعزائي القراء الكرام تحية طيبة ....لقد أنتهيت من نقل الجــزء الثاني من سلسلة كتاب بغداديات الصادر في بغداد -مطبعة شفيق سنه 1968أولى الكثير من الاساتذة الافاضل عناية فائقة واهتماما كبيرا بمدوني التي انقل بها كتب والدي (رحمه الله) مما حثني على تعبئة الجهد للاجــزاء الاخــرى منه ولقد سجلوا كلماتهم ..ووصلتني رسائل كثيرة على الايميل الخــاص ..محملة بكلمات الثناء ومن هنا احب اقدم لهم جميعا بالشكر الجــزيل والثناء الصادق راجية منهم جميل الصبر على مطالعة الذخائر الكريمة من تراثنا الشعبي ..وعسى ان ايقى عند حسن ظنهم ولايفوتني ان اقدم شكري للاستاذ الفاضل كاظم جواد المحترم الذي ساعدني بنشر بعض المقالات في الصحف العراقيه تحت عنوان من اوراق الباحث عزيز الحجيه في جريدة المدى وجريدة المؤتمرواحب ان اشكر من شجعني لانشاء المدونه صديقتي السيدة حواء سلمان العبيدي المحترمه والسيدة الاعلاميه رؤى حسان البازركان المحترمه والدكتور عبد الستار الراوي المحترم واحب ان اشكر من ساعدني وعلمني عالم الحاسبه والانترنيت والمدونات لاني كنت بعيدة عن هذا العالم فلهم الفضل بجعلي ملمة به فشكري الى السيد حسين الخفاجي المقيم في هولندا (البابلي ) وابني ليث رائد وبفضل الله وفضلهم دخلت بغداديات عزيز الحجيه عالم المدونات واعادة نشر التراث البغدادي ولديه ملاحظة للقراء الكرام أعزائي من يحب نشرموضوع من المدونه في المنتديات ...ارجو كتابة المصدر للامانة الادبية وهذا شئ متعارف عليه ولكم مني جزيل الشكر

دنــيـا عزيز الحجيــــه

الاثنين 15-6-2009

القاهرة

الأربعاء، 11 مارس 2009

عقائـــــــد وتقاليـــــــد

عقائـــــــد و تقاليــــــــــد
*
*
طوب أبو خزامــــة
تعتقد الامهات البغداديات بأن طوب أبو خزامة الذي صنع المعجزات في استرجاع بغداد من الفرس اصبح بعد ذلك وليا من اولياء الله فكن يأتين بأطفالهن اليه زائرات ويطفن حوله ثلاث مرات ويدخلن رأس الوليد في فوهته ويعقدن (الخرق ) بالسلسة الحديدية التي تطوق قاعدته كما يوقدن حوله الشموع في ليالي الجمع
وقد اعتادت اغلب القوابل في بغداد ان يزرن بالمواليد الجدد في يومهم السابع هذا الطوب ضمن برنامج تجوالهن بهم ليدخلنهم في فوهته ثلاث مرات تبركا وتيمنا لانه كان بطل المعركة العتمانية في مواجهة الفرس اذ كان (يلهم تراب ) ليتحول بقدر الله الى قذائف يفجع بها صفوف العدو وكن يعتقدن بأن الله قد انزله من السماء ودليلهن على ذلك النجوم المنقوشة على جانبيه وانه قد اجتاز (بحر القدرة ) فعلقت به الاسماك (يتمنا وتبركا ) بينما يذهب الاستاذ العلوجي في مقالة عن طوب ابو خزامة الى (ان عليا رئيس الحرس السلطاني الذي صنع المدفع انما رسم السمكات تفاؤلا بما للسمك من خصائص معروفة لدى علماء الحيوان عربا ومسلمين فقد ذكر هؤلاء انه مشهور بشراهته وكثرة اكله وشدة حركته ونشاطه وذكرت مؤلفات المسلمين في تفسير الاحلام ان السمك في الرؤيا يدل على الغنيمة اما لماذا جعل -علي - سمكات المدفع تسعا تسعا ...فلأن التسعة -في منطق الحروفيين - تقابل حرف -الطاء -في حساب الجمل الكبير وهذا الحرف في علم السحر الاسلامي هو حرف التدمير والقتل .وما النجوم المرسومة في حواشي المدفع الا من قبيل المثلثات السحرية التي اختصت بذلك الحرف الدموي ...فلا غرو اذا كانت هذه الرموز تؤلف طلسما سحريا يحث المدفع على ابتلاع القذائف بشراهة وعلى الحركة الدائبة دون هوادة وعلى الفتك بأعداء السلطان بلا رحمة ) .اما سبب تسمية بأبي خزامة فيعزيه الشيخ جلال الحنفي الى خرق صغير في فوهته قيل في تعليله ان جبرائيل عليه السلام كان يقوده من منخره فأثر فيه هذا الاثر وعلاقة جبرائيل في هذا الموضوع هو ان الله سبحانه وتعالى قد اوعز اليه ان ينزل بالمدفع من السماء الى اهالي بغداد ليقاتلوا به دون بلدهم العزيز ومن هنا كانت قدسية ابو خزامة الذي نذرت له البغداديات نذورا كثيرة لأنه أشفى فلان من الصخونه فاوفت امه بنذرها واتت (بشمعة كافور وطاسة حنة )ليلة الجمعة ...وغيرها وقد سجل شارات ابو خزامة الملا عبود الكرخي بقوله
والى طوب ابو خزامة انا اشهد ****هذا شارته عند الطرن باليد
واليطلب مراد يشد خيط اسود **** بيه احمر واصفر يشبه الزرزور
وقوله في قصيدة اخرى
باليد شارة الطوب ابو خزامة**** عنده وحي ينطي دائمي الشارات
كان طوب ابو خزامة جاثما وامامه اربعة (كُلل )--وهي كرة حديد يسميها البغادة زرزبانه وكانت تستخدم في المطابخ حيث يرقد كل قدر على ثلاث زرزبانات -- في باب وزارة الدفاع القديمة بالقرب من مصلحة اسالة الماء حيث نقل الى متحف الاسلحة القديمة في باب الظفرية المعروف لدى البغادة (بالباب الوسطاني ) بالقرب من جامع الشيخ عمر السهروردي . وفي يوم عشرة كانون الثاني 1968 أعيد نصبه في ساحة الميدان على قاعدة كونكريتية
يبلغ طول المدفع اربعة امتار ومحيط فوهته نصف متر وهو مصنوع من النحاس وقد كتب على ظهره مما يلي الفوهة مانصه :( مما عمل برسم السلطان مراد خان بن السلطان احمد خان ) وعلى القسم الاخير منه (عمل كتخداي جنود بردركاه عالي سنة 1047 ومعناه -صنع علي الذي هو رئيس الحرس في باب السلطان )
****
المحية
تصادف المحية ليلة التصف من شهر شعبان اى الليلة الواقعة بين الرابع عشر والخامس عشر منه وعندها يحتفل المسلمون كافة وهم يستقبلون تلك الليلة الشريفة التي يعتقدون ان السماء ستفتح ابوابها في احد ساعاتها فيسهر بعضهم حتى الصباح يتلون القرآن الكريم منتظرين اللحظة التي تفتح خلالها ابواب السماء ليبادروا الى الدعاء والتمني حيث يستجاب الدعاء وتتحقق الاماني
وقد ذكرت لي احدى العجائز -حفظها الله - بأنها سمعت يوما هذا الحادث :(كانت احد النساء تهز -الكاروك - ابنها الرضيع ليلة المحية واستشعرت ان السماء فتحت بابها فقالت -ياربي اكلب لي هالكاروك ذهب ) فحقق الله سبحانه وتعالى مرادها اذ مسخ المهد ومن فيه ذهبا وهاجا وعندئذ ندمت جازعة على مصير رضيعها وظات تنتحب باكية حولا كاملا حتى ازفت ليلة المحية فألتمست سبحانه وتعالى ان يمد ابنها بالحياة ...وكان لها ما أرادت فقرت عينا برضيعها وهو ينعم بفراشه -في المهد الذهب - وفيبغداد تنشط (الشورجة قبيل حلول شهر شعبان كما تنشط الكُور (جمع كورة وهي افران بدائية لصنع الفخاريات ) في عمل الدنابك على اختلاف حجومها وانواعها استعدادا للصخب المنتظر في ليلة العمر . ويتسابق اولاد المحلات وامهاتهم في الاستعداد لليلة المحية اذ تشتري النساء الدنابك الصغيرة لصغار اولادهم والكبيرة لكبارهم ويشترين كذلك المخاط والكرزات والشموع والطرقات وشخاط الليل وشخاط رحلو
أما الصبيان والاولاد فهم لايقلون انهماكا عن اولئك في مواجهة ليلة المحية وهم يجمعزن يومياتهم لصرفها على شراء متطلبات تلك الليلة استعدادا لتهيئة كمية مناسبة من المواد المتفجرة والحصو والخرق والكواغد لاجل شد البوتاز والزنابير
شد البوتاز --او الطكاك
المعروف ان البوتاز جمع بوتازة وهي عبارة عن كرة يتفاوت حجمها بتفاوت حشوها وحسب الذوق والرغبة فهناك البوتاز الناعم الذي لايتجاوز حجم الجوزة وهناك المتوسط وهو بحجم بيضة الدجاجة وهناك البوتازة الكبيرة التي تمتاز بتجاوزها حجم البيضة وتسمى ام النص ربع او ام الربع (بالنسبة لوزن المواد المتفجرة التي في داخلها )وهذه خطرة جدا قد يؤدي تفجيرها الى اوخم العواقب .وقبل ان يبدأالشاب بشد البوتاز يحب ان يوفر المواد التاليه وفق الامكانته المادية ورغبته في الكمية التي يرمها
البوتاز *
وهو مادة بيضاء اللون ينبغي سحقها في الهاون سحقا جيدا بحذر وتحفظ شديدين فلطالما ذهبت ضحيته نفوس برئية ولطالما ادى الى حرائق كبيرة في بعض البيوت
الزرنيخ *
وهو مادة كيمياوية متفجرة لونها اصفر وتكون (أملكلكه ) اى على شكل كرات متفاوتة بالحجم ولابد من استعمالها مسحوقة . ومما يوجب الحذر ويدعو الى التنبه عدم استعمال الهاون -بعد عملية السحق - في شؤون المطبخ الا بعد التأكد من نظافته فقد تؤدي آثار الزرنيخ او البوتاسيوم الى التسمم هذا وينبغي الاحتفاظ بمسحوق لبوتاز بعيدا عن مسحوق الزرنيخ ...والواجب ان لايختلطا الا اثناء عملية الشد
الحصى *
ويستحضر اما من ساحل النهر او من السكلات على ان لايتجاوز حجم الحصوة (الحصاة ) حجم الحمصة وهو بهذا صالح لشد البوتاز الناعم والمتوسط وقد يستعمل الحصو الخشن (اكبر من الحمصة ) لشد البوتاز الكبار ويستعمل الحصو بعد تطهيره بالماء من الطين والرمل وتجفيفه تجفيفا جيدا
البليــــــز *
وهذا يستعمل بدلا من الحصو في شد البوتاز وهو قطع حديد على شكل اقراصصغيرة تكثر في دكاكين الحدادة حيث تثقب فيها راسطات الشبابيك والمحجرات والبليز هو سواقط الثقوب
الخيـــــوط *
وتكون قطنية وتباع على هيئة وشايع ويفك صانع البوتاز كل وشيعة ليجعل من خيوطها كبابة كالكرة تمهيدا لاستعمالها في شد البوتاز
شــــريــــــس *
وهو مسحوق اقماع البامية اليابسة وتكون مادة لزجة .... ويباع عادة لدى العطارين وعند استعماله يضاف اليه قليل من الماء ليتماسك قوامه ثم يستخدم في تثبيت رؤوس الخيوط على غلاف البوتاز الخارجي
خــــرق وورق *
ومن لوازم شد البوتاز قطع من القماش القطني تنتزع من اسمال الملابس كالدشاديش وغيرها وتقطع على شكل مربعات تناسب حجم البوتاز المصنوع ...وبجانب ذلك تهيأ قطع من الورق بقدرتلك الحجوم او دونها بقليل
كيفيـــة شدالبوتاز *
بعد تجهيز المواد السابقة يجلس الشخص الذي يهوى شد البوتاز في محل منعزل داخل البيت او فوق سطحه ويبدأ بالعمل وفق الاسلوب التالي : يأخذاولا قطعة من الورق ويضع عليها عددا من الحصو او البليز ثم يضع فوقه مادتي البوتاز والزرنيخ بنسة (1:2)وتكون الوحدة القياسية نلعقة طعام او ملعقة شاي ثم يكور الورقة ويكفنها بقطعة القماش ويلفها بالخيط ويلوث نهايته بقليل من الشريس لكي يتماسك ولا (ينفل )وتتوفق شدة انفجار البوتاز على كمية المواد المتفجرة التي تحتويها وعلى قوة الشد .فأذا كان الشد مخلخلا لم يكن للبوتازو الدوي المرغوب وهنا يتفاخر الشبان فيما بينهم بحجوم بوتازهم وماله من دوي مرعب عند الانفجار في ليلة المحية
وهناك بعض المحترفين يشدون البوتاز ليبيعوه سرا على الراغبين خوفا من عقاب القانون الذي يمنع استعماله لان هذه المتفجرات تدخل الفزع في قلوب الامنين من النساء والاطفال وقد تقهر بعض العوائل على هجر بيوتهم قبيل المحية وبعدها دفعا للاذى المتوقع
الزنبور *
اسم حشرة صغيرة استعاره البغداديون ليطلقوه على قطعة ورق سميكة ملفوفة على بعضها كالانبوبة قطره من الداخل حوالي انج واحد وطوله يبلغ حوالى ستة انجات في داخله مواد متفجرة وهو مقفل من نهايتيه العليا والسفلى وفي فوهته فتيلة بأشتعالها ينفث اللهب والشرر ذلكم هو الزنبور
اما الطوب فهو زنبور كبير يحوي نفس المواد ويتراوح طوله بين 10-12 أنج وقطره حوالى لنجين ويكون حجمه اضخم مما ذكرنا ...وهذا النوع ينطوي على خطر كبير ويكون سببا الى اندلاع الحرائق في بيوت الناس اذا هبط عليها بعد طيران لاهب .ويوضع في قعر الطوب وبعض الزنابير مواد متفجرة صلبة تؤدي الى دوي هائل بعد نفاذ وقوده
شـــــد الزنبــــور *
بعد تحضير الورق وهو سميك نسبيا من ذلك الورقالمستعمل في رسم الخرائط يقص على شكل شرائط تتناسب عرضا وطولا مع حجم الزنبور المطلوب ثم يلق كل شريط على نفسه على شكل انبوب مجوف يغلق عجزه بطي نهاية الورقة على نفسها عدة طيات متقنة منعا لتسرب المواد المتفجرة منه وبعد انجاز عدد من اغلفة الزنابير على هذه الشاكلة تبدأ المرحلة الثانية الخاصة بتعبئة تلك الانابيب بالمواد المتفجرة التي تتألف من :
مسحوق الفحم :ولاسيما فحم الكوك الذي يدق جيدا بالهاون ويستخلص ناعمه خلال منخل دقيق العيون او قطعة قماش متخلخلة النسيج كالشاش مثلا
الشورة
الكبريت
يخلط هذا المزيج معا بنسبة (3 شورة و2 كبريت و2 فحم ) والوحدة القياسية هي ملعقة طعام وقد تكون نسبة الخلط (3 شورة و2 كبريت و 1 فحم )مبالغة في قوة الزنبور
وثثألف الفتيلة (الفتيل ) من قطع من الخيوط القطنية (خيط وشيعة ) طول الواحدة حوالي 3-4 أنجات بمقتضى طول الزنبور ثم تشمع تلك الخيوط بمزيج من الغراء والشورة والكبريت وفق نسب معلومة وهي (1غراء ,1شورة , 2 كبريت )ثم تترك لتجف حتى تكون واسطة سهلة لانتقال البارود الموجود في احشاء الزنبور
اما المواد المستعملة لاظهار الصوت والتي توضع عادة في عجيزة الزنبور فتتألف من حبيبات صغيرة من نفس المزيج الذي استعملناه في تشميع الفتيل وتترك هذه الحبيبات حتى تجف
التعبئـــــــــة *
بعد تهيئة المواد التي ذكرتها تبدأعملية التعبئة ويستعمل فيها قالب خاص من الخشب وهو عصا مدورة قطرها قطر الزنبور (الانبوبة الورقية ) ولهذا القالب يده مربعة (مقبض ) تمسك باليد عند كبس الكواد المتفجرة مع بعضها في داخل الانبوبة الورقية على الاسلوب التالي
توضع اول الامر كمية من مسحوق المواد المتفجرة والذي يسمى (بارود ) ويردف بعدد من الحبيبات المتفجرة ثم يليها البارود ويضغط هذا المحتوى بالقالب رويدا رويدا حتى تمتلئ الانبوبة الورقية وعندئذ توضع الفتيلة بحيث يمس طرفها البارود في باطن الزنبور ويبقى طرفها الاخر ظاهرا لاجل اشعاله ثم (يخنك ) الزنبور اى تربط رقبته بالخيط ربطا قويا ضاغطا ثم تطوى نهاية الورقة الى الداخل ويوضع فوقها (حول الفتيلة ) قليل من مزيج التشميع الذي ذكرناه قبل لحضة
ويطلق البغداديون على القسم المحيط بالفتيلة اسم الفلس .واذا سقطت فتيلة الزنبور او استعصت على الاشتعال يرفع عنه الفلس ويوقد البارود وعندئذ يسمى زنبور فاشوشي . وللزنابير اسماء مختلفة تتناسب مع حجمه ومع البارود كما ونوعا منها : الارضي والطياري والطوب
وعند اشعال الطوب لابد من تحصين يد الشخص الذي يحمله بقطعة قماش ضد الحريق المتوقع وقد يمسك احدهم بالطوب مشتعلا وهو يركض به خلف خصمه ليرميه عليه وربما تأخر في رميه فينفجر بيده ويسبب له حروقا وآلاما وفي هذه الحالة يحذره زملاؤه قبيل الانفجار بقولهم جلك...جلك -اى الحذر الحذر فان الطوب على وشك الانفجار
الطـــــرقات*
مواد متفجرة تستورد من خارج العراق وتباع على شكل دستات (حمع دسته مهي الرزمة اوالبطة وتطلق احيانا على عدداثني عشر من الاشياء او العشرين )وتتألف كل دسته من اربعين طرقة . مشدودة من فتائلها على رزمتين كل رزمة تحوى عشرين طرقة , وغلاف الطرقات الخارجي احمر والطرقة الواحدة انبوبة من الورق السميك طولها حوالي (3 سم )وقطرها نصف سنتمتر في داخلها كمية تناسبها من البارود الاسود وفي رأسها فتيلة من الورق المبروم سريعة الاشتعال
تفتح الدستة وتفرط الطرقات واحدة واحدة يضعها الصبي في جيب دشداشته ويمسك بيده (جكارة أمورثه ) وما عليه لكي يفجر الطرفة الا ان يقرب الفتيلة من جمرة السكارة وعندما تسري النار فيها يرميها الى الارض فتنفجر ذات صوت (طق ) وفي ذلك المساء ما يبهجه وقد لاتطف الطرقة نتيجة لضياع فتيلتها او لانقطاع صلة الفتيلة بالبارود وعندئذ يكسرها صاحبها ويقربها من جمرة السكارة ليحرق بارودها حيث يحدث صوتا (وش) يقولون على هذه الوشة انها (فست )
وقد يتباهى الصبي بأشعال الدستة كاملة ليرميها في الطريق او على لمة من النسوة اللواتي يتجولن في الدرابين بأهازيجهن الحلوة وهن يضربن على دنابكهن .والجدير بالتنويه ان الطرقات اخذت سبيلها الى الزوال بعد تحريم استيرادها من اليابان او هونك كونك او غيرها
وفي هذا سبب مباشر للتخفيف من غلواء الاحتفال بليلة المحية ولم يبق مايذكرنا بها الا نوع من نباتات الزينة له ورد احمر يشبه الطرقات تماما ولذلك سماه البغداديون طرقات
عين الشمس *
من مستلزمات الصغار ذكورا واناثا في ليلة المحية وهي تستورد مع الطرقات من الخارج وتباع دستات تحتوي كل دستة على اثنتي عشرة عينا من عيون الشمس
وقوام عين الشمس سلك نحاسي رفيع يبلغ طوله حوالى سبعة انجات منها خمسة مكسوة بمادة سريعة الاشتعال لونها رمادي فاتح .اما السلك الاجرد فمقبض للاصابع فأذا أراد الطفل اشعالها قرب رأسها من النار حتى اذا اشتعلت نطاير منها شرر كالنجوم الصغيرة يبتهج لها الطفل ويهتز ولايملك الا ان يطوف بها حول رأسه ليطرحها بعد ذلك ارضا وهي حمراء ذات وقيد لايلبث ان يخمد
شـــخاط الليــــل *
علبة كعلبة الكبريت تماما ولكنها اكبر منها حجما تحتوي على (24 ) عودة خشبية طول الواحدة انجان معظمها مكسو بمادة سريعة الاشتعال لونها اسود فاحم ما عدا رأسها الذي تختلف الوانه بين الاحمر والاخضر والاصفر دليلا على لون الضوء الذي يندلع من العودة عند اشتعالها وهي توقد بحكها على احد جانبي العلبة المطليين بمادة كيمياوية تساعد على الاشتعال ويمسك الطفل بالعودة من نهايتها حتى ينطفئ تو هجها الملون
شخاط رحلو *
وهو عبارة عن اجزاء صغيرة من مادة كيمياوية سريعة الاشتعال كانت تستورد من خارج العراق وتباع في علب صغيرة مدورة تحتوي كل علبة على مجموعة من هذه القطع التي لايتجاوز حجم الواحدة حجم حبة (الركي ) .لونها احمر غامق وهي تثور لتطقطق بلا انقطاع متنقلة من مكان الى مكان عندما تحك بجسم صلب او خشن كالحائط وظهر الحذاء والارض او تطرق بمادة صلبة ولاتلبث ان تخمد ثورتها
ومن البغداديين من يجعل مع حشو بوتازة قطعا من هذا الشخاط ....حتى اذا انفجرت البوتازة خلفت ورائها طقطقات -رحلو
مواكــــب النســـــاء *
تنتظم في كل محلة خلال الدرابين البنات والامهات في مواكب خاصة وقد علقت كل واحدة منهن حول رقبتها دنبكا بخيط يخترق عروته ويبدأن بالنقر على دنابكهن وهن يهزجن اهازيج يختلف مضمونها عن اهاويج موكب المحلة الثانية وربما شابهتها مضمونا ومنها
أحنا بنات اعكيل مابينه دغش
أنزل الخيال من ظهر الفرس
وقد شاعت هذه الاهزوجة بين نساء عكيل في جانب الكرخ .ويقول الزعيم عبد الرحمن التكريتي (يظهر ان هذه الاهزوجة قيلت في احدى مصادمات عشيرة عكيل مع عشيرة اخرى او مع الجيش العثمانى وانالنساء العكيليات قد ساهمن مع رجالهن في المعركة وتمكن من انزال بعض فرسان العدو من ظهور جيادهم فهزجن هذه الاهزوجة وهي للتباهي والمفاخرة بالعفة والشجاعة ).وهناك اهزوجة اخرى وهي
همج علي يالنايمة *****هي فرد هل ليلة
والمقصود بهذه الاهزوجة (ان كنت مهمومة فأتركي همك علي وشاركينا في هذه الليلة الوحيدة التي لاتمر علينا الا مرة في كل سنة
هناك اهزوجة اخرى تحث الناس على المشاركة بالاحتفاء بليلة المحية وهي قولهم
يانايمين الليل يـــاكفـــــاره
انتو تنامــــو الليل وحنه اسهاره
اما مواكب الشباب فتزدان بمن يحملون الدنابك بين ايديهم والبوتاز في جيوبهم والاقنعة التي تمثل وجوه بعض الحيونات على وجوههم ومنهم من يضع الطراطير الورقية على رؤوسهم حيث يخوضون معارك حاسمة مع ابناء المحلات المجاورة بعد ان يمهدوا لذلك بتعزيل المقاهي وتهديد اصحابها برشق اثاثها وابوابها بالحجارة وهم ينشدون (لو يعزل جاسم ....لو نكسر اتخوته ) ويعتقد الشيخ جلال الحنفي ان اصل ليلة المحية يتوكأ على ليلة النصف من شعبان التي يبادر الناس الى احيائها بالدعاء والعبادة ويرى الحاج كاظم شكارة ان احياء تلك الليلة امتداد للاحتفال بميلاد السلطان عبد الحميد ويذهب الاستاذ عبد الحميد العلوجي الى (ان اصلها ما يزال غامضا تحوطه الشبهات من جميع جوانبه وان باستطاعة كل باحث فولكلوري ان يكتب حوله مايشاء ولكن هذا لن يجتاز به حدود الاحتمال او الاجتهاد وهناك من يذهب الى ان هذه الليلة مهرجان شعبي يقام للتعبير عن الفرحة بميلاد المهدي -ع -)
ويرسخ الاستاذ العلوجي اخيرا ان الجذر التأريخي لهذه الليلة يمتد الى سنة 601 هجريه اعتمادا على كتاب (الجامع الختصر في عيون التواريخ وعيون السير ) حيث ورد مايثبت احياء هذه الليلة في تلك السنة . واما المظاهر الماجنة التي كانت تلازم المواكب ليلة المحية فان العلوجي يعتبرها تقليدا ومحاكاة لليلة المجونية التي كانت تحياها دمشق في سنة 645 هجرية عند حلول الظلام مساء السابع والعشرين من رمضان
وقد يرفه الساهرون في تلك الليلة عن انفسهم بتناول ضروب مختلفة من الحلويات والنقل اطلق عليها البغداديون اسم (المخلط ) حتى اذا ادركهم الاعياء والتعب وبزغ الفجر يبشر الساهرون بالصباح ....تعالت الاصوات من كل دربونه
يمحيه حييناح والعايش الله ايشوفج
ومعناه :لقد سهرناك يليلة المحية والذي يطيل الله في عمره لابد ان يسهرك مرة ثانية
*****
الاستخارة وقراءة الغيب
الاستخارة *
هي طلب الخير وتطلق على طلب لاحد امرين يتردد طالب الاستخارة فيهما وهي كذلك طلب الانفع اى معرفة مايجدر فعله وهو التعرف على المجهول ...واستخدم البغداديون وسائل للاستخارة وقراءة الغيب منها
الاستخارة بالمصحف الشريف
وهذه انحدرت الى البغداديين من الاجداد ...فقدصنف ابو عبدالله الزبيري في بدايه القرن الرابع الهجري كتاب الاستخارة والاستشارة وادى استعمال القرآن الكريم فيها الى ان الناس اخذوا يتفاءلون به ووجدت في قصة (أنس الوجود ) الواردة في ألف ليلة وليلة ان (ام ورد في الاكمام تصلي ركعتي الاستخارة كي يلهمها الله الخير في غرام ابنتها ).و ما يزال البغداديون يختارون للطفل الاسم الذي يقول به المستخير
والمعروف ان المستخير يجب ان يكون نظيفا غير مجنب وينوى مايريد الاستخارة به يقتح القرآن الكريم وبعد ان يترك سبعة سطور من الصفحة اليمنى يتلو الاية التي تليها ويفسرها فأذا جاءت الاية الكريمة مثلا (ربنا عليك توكلنا واليك انبنا واليك المصير ) كانت الخيرة راشدة (جيدة ) وعلى المستخير ان يقدم على العمل الذي نوى الاستخارة من اجله
الاستخارة بالسبحة
من دأب المستخيرين بالسبح انهم يأخذون عدة حبات من السبحة وهي في سمطها دون تعمد احصائها ... ثم يفردون حبة حبة محصين عليها ألفاظا معينة هي (الله-محمد -علي -ابو جهل )فأذا انتهت الحبة الاخير بابي جهل كانت دليلا على فساد خيرة المستخير .لذلك ينبغى عليه ان يصرف النظر عن الامر الذي نوى المضي فيه
طشـــــة الغجريـــــة
في بغداد بعض النساء الغجريات يمتهن قراءة الغيب (بالطشة )للكشف عن المستقبل وهن اعتدن الجلوس على قوارع الطرق وقد وضعن امامهن مجموعة من المحار والحصى والخرز وكحوف من الخزف الملون والودع وغير ذلك ...وتقصد المرأة البغدادية قارئة الطشة للتطلع الى مستقبلها كمعرفة هل ستحمل ؟او هل سيعود اليها زوجها الزعلان ؟ او متى تتزوج أ بنتها وقد شارفت على سن الثلاثين ؟ وغير ذلك من المشاكل . ولا تقدم ام الطشة اية خدمة الامقابل قطعة نقدية من فئة (عشرة فلوس ) غالبا فأذا استحوذت عليها بدأت بجمع القطع التي امامها لتطشها على الارض ثم تحادث طالبة الفال بلباقة وألمعية مشيرة بين الحين وآخر الى احدى القطع التي امامها وقليلا ماتصح فراستها وغالبا ماتكذب .وربما أدت نتائج هذا الاستطلاع الى مشاكل عائلية ولاسيما اذا قالت الغجرية (يبدو ان زوجك في طريقه الى الزواج من امرأة اوصافها كذا ...وكذا ..)وقد ضعف الاعتقاد بهذه الشعوذة وقل عدد المتكسبات بها في ايامنا هذه
قراءة الفنجـــــان
بعد ان شاع يقديم الكهوة الشكرلي (اى القهوة الحلوة )الى الخطار شاعت في بغداد ومعظم مدن العراق طريقة الاستخارة بفنجان القهوة او قراءة الفنجان خاصة بين النساء لاستطلاع المستقبل . وتقوم بقراءة الفنجان بعد الفراغ من احتساء محتواه احدى الحاضرات وربما صاحبة البيت نفسها وذلك بعد قلب الفنجان على انائه لينشف قليلا ولتظهر عليه بعض الخطوط والاشكال التي تفسرها القارئة وتوضح مغزاها حسب اجتهادها وربما تصيب او تخطئ وهب غالبا على مواضيع عامة شائعة في المجتمع وهذا مايعصمها من الغلو في استطلاع الغيب
قراءة الكــــف
ضرب من ضروب التطلع الى المستقبل يعتمد على استقراء الخطوط واتجاهاتها وتعاريجها في باطن الكف وكذلك على لباقة قارئ الكف وفراسته وقد انتشرت قراءة الكف في بغداد في اواخر العشرينات وما يزال عبد الرزاق الشيخلي اشهر قارئ في هذا المجال
فتــــاح الفال
رجل كان يتجول في ازقة بغداد ودرابينها كالتسول الانيق ومعه دفتره ودواته ونقيع الزعفران وهو يصيح مترنما (فتاح فال ..عداد نجم ..فوا....ل )ثم ينادي (فوال ...فتاح فال ...عداد نجم ...فوا.....ل )فاذا دعته امرأة لينظر فيما يضمره لها الغد فينبغي لها ان تقدم له النياز اى مبلغ من النقود قبل ان تضع يدها على الكتاب الذي يحمله معه ثم يكيم نيتها التي تريد استطلاع ملابساتها وبعدئذ يفتح (فتاح الفال )كتابه ويقرأ منه مايشاء او يتظاهر بالقراءة وقد يكتب لها حجابا او يصنع لها سحرا او بطلة او يكشف لها عن شئ سرق منها او عن كلام قيل فيها او يخبرها عن قدوم غائب وعن المريض متى يشفى وعن (حبالة )محتملة وغير ذلك مما يشغل بالها ويبلبل افكارها وهو -لكونه اعجميا -مهر في تصفيط الحجي (تنميق الكلام ) وتلفيقه بلكنة ورطانة ظاهرة يقنع به السائلة .....فأذا تحقق بعض ماقال للمرأة السائلة فآمنت به انتشر صيته في المحلة حيث (انطه ام فلان خيرتها بيدها عبالك جان واكف وره الباب وفرزن الها القضية بايه ابابتها)
ضرب الرمـــل --او تخت رمـــل
يعتقد انصاره (انه سر من اسرار الله تعالى نزل من السماء فتلقاه التراب وموضوعه الرمل وهو النقطة والبحث عنها من جهة الزوجية والفردية ومحلها بيوت واشكال وبيوت الرمل اثنا عشر بيتا وللنقطة اثنا عشر اعتبارا اثناء سيرها في بيوت الرمل
والرمل المبحوث عنه هوالاسطر الموضوعة من نقط متتابعة من غين عدد على اربعة خطوط كل خط منها على اربعة اسطر وكل سطر من كل خط يزيد على اثني عشر نقطة وما بعده اطول منه .ويؤخذ من كل خط حاصل كل سطر من بعد اسقاطه زوجا زوجا فيخرج من الخط شكل على اربع مراتب من كل سطر مرتبة . وهي اما زوج واما زوج واما فرد ثم تتولد اشكال الاربعة خطوط المذكورة الى ستة عشر شكلا كل شكل منها يدل على بيت مخصوص له دلالة مخصوصة في هذا العلم .
اشتهر ضرب الرمل في بغداد وسيلة من وسائل الارتزاق يتذرع بها بعض الزاعمين باستطلاع الغيب واستجلاء المستقبل .وقد رأيناهم في بغداد ينتشرون في زوايا معينة بين شوارع الكرخ ولاسيما في منطقة علاوي الحلة حيث يتهافت عليهم سكان الريف وبعض الجنود وطائفة من النساء التعسات اللواتي حطمتهن الايام .وقد استساغ بعضهم الجلوس في منطقة الميدان في الرصافة او في باب الشيخ ...وهم جميعا ينتخبون الاماكن الزاخرة بالعابرين وقد يطول جلوسهم بلا جدوى وامامهم المناديل مفروشة على الارض وقد نثروا فوقها طبقة سميكة من الرمل ....وحين يكلفون بأستطلاع الضمير يرسمون على الرمل باصابعهم خطوطا ونقاطا كيفما اتفق ثن يحصون مارسموا ويقابلون رموزه بمعاينها في كتاب خاص بعلم الرمل يحملونه معهم دائما
خيــــرة الدرب
وهي من استخارات المرأة البغدادية التي يمكن ان تتلخص بما يلي ::تجلس المرأة في ليلة الجمعة قبيل اذان العشه (اذان العشاء ) في مفرق اربعة طرق بعد ان ترمي بكل طريق حجرا وتنوي قائلة (ياخيرة الدرب انطيني مابالكلب ) ويلفظ اللاممفخما.ثم تجلس ساكتة الى ان يمر شخصان يتحادثان فيما بينهما فتنصت المستخيرة الى حديثهما ثم تفسره فأذا قال احد المارين لزميله (آني كتله موافق روح اتوكل على الله )فتكون تلك الخيرة جيدة حسب اعتقادها لذلك تعود تاى بيتها فرحة مسرورة اما اذا قال احدالمتحدثين ..(لاودعتك ..وروح ابوك لاانزل راسي ولااطلب منه كل شئ ) فان المستخيرة تعود الى بيتها جزعة يائسة من هذا الفال .وهناك بعض الصبيان الذين يعجبهم معاكسة المستخيرات حيث يمر بعضهم من امامهن وهم يتحدثون بما شاؤا بقصد الاستئناس فبعضهم يفرح المستخيرات وتعضهم يحزنهن بأقوالهم التي سبق وقدمت نموذخين منها على سبيل المثال
اما البنات (غير المتزوجات) فاستخارتهن غالبا مقصورة على تلهفهن لمعرفة بختهن (حظهن في الزواج ) حيث تتناول كل منهن لفة (خبز وبصل في ليلة السبت وتنوي قائلة (ياسبت ياسبوت راويني بختي كيل ماموت ) فانها سترى حلما في تلك الليلة تقصه صباح اليوم التالي على امها التي تصغي الى وقائعه متلهفة هي الاخرى لمعرفة ما سيكون مستقبل ابنتها لاسيما وقد شارفت على الثلاثين من عمرها ...مرددة بين حين واخر (خير .. انشاء الله ... خير ) ثم تفسره ان كان الحلم في صالح ابنتها وان -ابن الحلال-بأنتظارها وسيرسل امه قريبا لخطبتها .واذا كان الحلم رديئا لايبشر بخير فانها تقول لابنتها احجيه بالطهارة (الخلاء )باعتقادها انه سيفسد ولن يتحقق