الخــــروف
للبغداديين عقائد خاصة بالخروف منها::تفاؤل الرجال برؤيته عند الصباح اتكالا على ان (رؤية الغنم غنيمة) واذا صادف احدهم قطيعا من الغنم وجب ان يحسب سبع نعاج حُمُروالاصابه مكروه في ذلك اليوم
واذا واصل الرضيع بكاءه فلا بد من ارسال حضينته او لكافته الى الجوبه لرميها على قرني كبش فان ذلك يخفف بكاءه في عقيدة الامهات واذا لم ينفعه ذلك وظل باكيا اخذته امه بحضنها الى الجوبه لتسير به خلف جوكة غنم حيث يثور العجاج وهي تقول :(ياعجة اخذي اللجة)وكلها ثقة بان ذلك يفيد طفلها ويقطع بكاءه
كما انهم يعتقدون بان خصية الكبش اذا شويت لمن يتبول في فراشه يبرأمن ذلك اذا داوم على اكله مدة
واقتحم الخروف اقوال البغداديين وامثالهم ....وهذه طائفة منها :(فلان صاير خروف) اذا كبر وهرم و(أكُودَه مثل الطلي )او (هذا شنو النعجة) للجبان العاجز
وينصرف البغدادى الى تربية خروف في بيته ليكون خير أنيس لاطفاله في وقت لم تنتشر فيه الاعيب الاطفال كما هي عليه اليوم .فترى الطلي الابيض (وهو اللون المفضل في اغلب البيوت) مدللا رشيقا نظيفا واصحابه يغسلون صوفه في موسم الصيف ويعلقون في رقبته قلادة من الخرز الازرق بينها اجراس نحاسية صغيرة وقد يضعون مرآة صغيرة على ظهره او على أليته ويصبغون جبينه وقوائمه وأليته بالحناء. ويطعم الخروف اذا كان ربيب البيوت كشور الركي (قشور الرقي) اليابسة لان القشور التازة (الطريه ) تُدَرس (تضرس )اسنانه كما يطعم الخبز اليابس المتبقى جوه النجانه (تحت الاجانه )علاوة على التمر والشعير والجت وغير ذلك .والواجب على من يربى خروفا ان يرعاه جيدا ويشرف على طعامه ويتجنب تقديم الخبز اليابس اليه بكثرة خشية ان يأكله منهوما فينبشم (يصاب بالانتفاخ والتخمة )..فأذا حصل المقدور فأصبح مبشوما فينبغي علاجا لذلك ان يسكب عليه عدة سطلات من الماء او يطعمم حفنة ملح الطعام حتى (تمشي بطنه) نتيجة الاسهال ويتخلص من الانتفاخ .واذا حصل الانتفاخ ليلا واهل البيت نيام وكان انتفاخا شديدا يؤدي الى موت الخروف دونما ريب قد اباح لاهله ان يذبحوه وهم مفجوعون بفراقه... واذا كان الخروف اليف طفل من الاطفال فلا يملك هذا الطفل الا ان يجهش بالبكاء على ربيبه المدلل ....اما الدافع الى ذبحه فهو الاستفادة من ثمن جلده ,واطعام السمك في نهر دجلة بأحشائه ومنهم من لاتطاوعه نفسه على ذبحه رحمة وشفقة وبدلا من ذلك يفضل ان يرميه في الشط او يطرحه في المزابل طعاما للكلاب والطيور الحائمة حول الفطائس. والجدير بالتنويه ان للخروف مركزا مرموقا على المائدة البغدادية وقد تكلمنا عليه في مكان أخر من هذا الكتاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق