كما ذكرنا اعلاه ان الجزء الأول من بغداديات سنة 1967 واهدا والدي وفي صفحة الكتاب الأولى أنقله اليكم كما هو
الأهداء
الى من احب التراث الشعبي وأعتنى به , فصنف كتاباَ في أحد جوانبه , ونشره ( الألعاب الشعبية لفتيان العراق المطبوع سنة 1935 ) قبل واحد وثلاثين عاماَ .
الى من تعلم في ( كتاتيب بغداد ) وعلم في المدارس الرسمية ردحاَ من الزمن حاملاَ بيده رسالة التربية المثلى .
الى من أستعنت بمكتبته عند كتابت هذه الصفحات .
الى الأستاذ الشاعر المرحوم خالي عبد الستار القره غولي .
أهدي ( بغدادياتي ) وفاء وذكرى .
عزيز الحجية
20 تشرين الثاني 1966
المقدمة
عادت بي الذكرى الى أيام صباي وأنا اراقب ابنتي تلعبان ( التوكي ) فتذكرت ( دربونتنا ) وتذكرت الألعاب التي كنت العبها مع أقراني حين ذاك تذكرت تلك الأيام وكأنني أشاهد تمثيلية مسلسلة لا تمل فقررت أن اكتب شيئاَ عن التراث الشعبي فسودت دفتراَ فأذا به الهيكل الأساسي للكتاب بغداديات .
لقد رحت أيعى لتحقيق ما جمعته من معلومات من أقاربي الشيوخ والعجائز ومن أبناء الرف والأصدقاء والمعارف أمد الله في أعمارهم جميعاَ حيث تراني تارة في سوق الغزل أسأل عن ( شؤون المطيرجية ) وتارة في الدهانة أسأل العطارين عن ( الجويفة والسفوف والكبلي وغيرها ) واخرى تراني مجالساَ ( الأزعرتي ) في دكانه عن أدوات الختان وعن الدواء الذي كان مستعملاَ في مداوات الجرح أو تراني قابعاَ في ضل المله عطية أسألها عن ( الجاينة والعدودات ) وغيرها . هذة علاوة على مراجعت مكتبة المرحوم خالي عبد الستار القره غولي مستعيراَ منها كتب عديدة كما راجعت المكتبة الوطنية ومكتبة المتحف العراقي فقرأت كل ما نشر عن بغداد وعن التراث الشعبي كما أستأنست برأي الأخ الأستاذ عبد الحميد العلوجي عن بعض المصادر في الدول العربية التي تبحث في مثل موضوعي فأرشدني مشكوراَ .
والذي دفعني الى انكب على تسجيل تلك الصور الحية من مجتمعنا البغدادي هوة خوفي من اندراسها حيث بدئت بواكير ذلك جلية واضحة بهجر المحلات الأصلية والأنتقال الى مناطق الأسكان الحديثة وبهذا فقدنا ركناَ أساسياَ وهو ( رابطة المحلة ) التي تربط أبناءها ببعضهم .
كما ان غزو الأدوات الكهربائية البيوت كثلاجة والمبردة والغسالة ابعدت عن اذهان الكثيرين من ابناء بغداد ( سلة حفظ العشاء ) و ( التنكة ) بغطاء فمها المطرز بالنمنم الملون وجعلتهم يتناسون ( الحب والبواكة ومي الناكوط ) والسرداب ( ببادكيراته ) البديعة .
والتراث الشعبي في بغداد بل في العراق هوة مايلفت انظار السياح الأجانب فمنتجات الصابئة في شارع النهر ومنتجات سوق الصفافير لها صفقة رابحة لدى الأجانب كما تجلب للعراق عملة نادرة نحن في حاجة اليها بالوقت الحاضر لبناء عراقنا الحبيب .
يقول الأستاذ عثمان الكعاك في ص 35 من كتابه ( المدخل الى علم الفولكلور ) ما انقله نصاَ لأنه يعبر عما يجيش في صدري ( وأذا كان بعض الناس يتصور الفولكلور طريقة لأظهار الشعب في أقبح صوره فأن ذلك من رواسب الستعمار الذي جعل الشعب يتنكر لنفسه . أما وقد زالة الأستعمار فلابد من أعادت تسعير القيم الشعبية وتصحيح الأوضاع وأحلال كل شيء في المحل اللائق به وما نهضت الشعوب أوربا في القرن الماضي الا على أساس احياء الفولكلور وما تنهض به أفريقيا السوداء وأسية الصفراء وأمريكا الحمراء الى عن بعث حضارتها الفولكلورية وقيمها الشعبية ففولكلورها هوة ذخيرتها السنية التي تستمد منها ادبها والقاموس المحيط الذي تحييه به لغتها والكنز الثمين الذي تقتبس منه فنونها والمنهل العذب الذي تستقي منه حكمتها والوتر الحساس الذي يرجع رنات أحاسيسها ) .
أعتقد أخي القارئ بأن ما نقلته لك مما كتبه الأستاذ الكعاك هو ما يكفي لأظهار مدى أهتمامي بهذا النوع من الأدب وأنني قد كتبت محتويات هذا الكتاب بأسلوب بغدادي كي أحافظ على بغدادية المواضيع بعد ان أوفيتها حقها من التبسيط .
هذا والله أسأل أن يوفقني لطرق باب أخر من أبواب تراثنا الشعبي الموصدة وأرجو القارئ الكريم أن يعذرني أن لم يجد ماطرقته كاملاَ فالكمال لله وحده وبه نستعين
عزيز جاسم الحجية
الزواجمراسيم العرس :من عادات أبناء بغداد وأحترامهم لأبائهم أن لايجرؤ أحد منهم أن يقول لأبيه مثلاَ ( أريد أتزوج ) بل أن ذلك من واجبات الأب وقد قيل قديماَ ( من حق الأب التسمية والتربية والزواج ) لذا فقد قرر الأب تزويج أبنه الذي ( صار رجال ) والرجل في تعريف أهل بغداد هو من أكمل العشرين من عمره ( وشواربة بيده ) ومارس شغل أبيه وبأستطاعته أن يحل محل والده عند غيابه وأن يستضيف الخطار ويقوم ( بالواجب على اربعة وعشرين حبايه) لذا فقد كلف زوجته بأيجاد ( بنت الحلال) التي تليق بمقام العائلة وتصلح أن تكون زوجة للمحروس .***مشاورات :تقوم أم الولد بمشاورة ( الحبيبات ) وغالباَ ما يكن من الأقارب أو من الجيران القدماء أو من الصديقات الوفيات ويقع قرارهن على فاطمة بنت جارهم العزيز والذي أنتقل في السنة الماضية الى دارهم الجديدة ويضربن موعد لزيارة ذلك الجار ( بيت أم فاطمة ) فيرتدين أحسن الملابس كلصاية والهاشمي مع الملوي في ذراع الأم والبابوج الأسود الروغان أو السرايلي وعلى رأسها البويمة أو الفوطة والكيش مع العبايتين صوف أو عباية مبرد مع البوشي كل وفق ذوقها ومايناسب عمرها ويذهبن مشياَ على الأقدام أو بواسطة ( الربل أو اللاندون ) بعد أن يرسلن خبراَ بأنهن قادمات وقد يذهبن ( على غفلة ) بدون أرسال أي علم بقدومهن وتكون أم فاطمة قد أستعدت لأستقبال صديقاتها وجيران العمر فغسلت الحوش الى ان طلع الطابوك أصفر مثل الذهب وفرشت الليوان بالدواشك ومخاديد التجي وغطت الدواشك بالحرامات الصوف المحققة وحضرت المنقلة بعد أن جلفتهة بتراب السكري وحضرت أدوات الشاي والسماور الجبير والقوري الفخفوري والبيز الوردي كما حضرت الكعك والبقصم شغل السيد مع خبز العروك وجبن كرد مع النعناع وبعد أن تتم الزيارة ويتبادلن الأحاديث وأغلبها حول أخبار الصديقات والجوارين مثلاَ فلانة أنخطبت لأبن الحجي وصديقه مشاء الله بجرها ولد وهاي البطن الثانية هم ولد وأبو فلان خطية هالأيام شغله واكف , والله وداعتج البارحة سويت فد كبة لايكه الهل حلك , والى اخره من أحاديث النساء . وعند العودة الى البيت تصف الأم خطبيت أبنها لوالده واليكم مثلاَ على ذلك .ــ أبو جاسم .. تدري المن لكيت عروس لأبنك ؟ فاطمة بنت الحجي , حجي فلان ... ماشاء الله صايره مره , طولها مثل طول أمها شطبة نازوكيه شعرها أصفر مثل الكهرب عيونها عبالك ساعه أسنونها ليلو ركبتها كلبدان أو من بوستها ريحتها عبالك مسج ريحت حلكها ورد لابيها صنان ولا كل ريحه , بس يبجيلها على علجة لحم . أي أني هم أكول من تتزوج تسمن .بعد أن يوافق الأب تضرب أم جاسم موعداَ جديداَ مع أم الخطيبة ( ويفكن الحجي ) وطبعاَ أم فاطمة تبارك الزواج لأنها تعرف عائلة الخطيب جيداَ وتقول لأم جاسم :ــ داده كبعيها وأخذيها هاي خادمتج بس الحجي يم الحجي أخاف منطيه لحد أني اكله اليوم وأدزلج خبر أنشاء الله باجر وبعد أن يكون لأبي فاطمة علم بالموضوع يبارك الخطبة قائلاَ الحجي أبو جاسم مثل اخوية مابيناتنا الى ما حرم الله وماشا الله أمورهم زينه الحجي بالع ريكه وأبنه جاسم رجال من صدك محد ياخذ غلبه أبن أبوه
الخطبة :
حين يضرب موعد للخطبة يذهب والد الخطيب مع نخبة من وجهاء الطرف ومن أصدقاء الأبويين الى دار والد الخطيبة وبعد تناول شتى الأحاديث يتكلم اكبر القادمين سناَ وأكثرهم وجاهة فيطلب ( البنية ) الى أبن صديقه الحاج أبراهيم وبعد أن يوافق الأب تدار كؤوس الشربت ثم يقرأ الحاضرون سورة الفاتحة ويتمنون الخير للطرفين . وأثناء تقديم الشربت تطلق النساء الهلاهل من داخل البيت .
تقديم الحك ( الصداق ) :
بعد أتفاق العائلتين تعيين أحدى الأمسيات لتقديم الحك فتكون أم جاسم قد حضرت قطعة ذهب مع قطعة قماش من النوع الجيد وهدايا اخرى مع عدد من كلال شكر قند أو علبة لقم وقد عكدت الحك بمنديل أبيض حرير ولبست أحسن ملابسها هية وحبيباتها وذهبن الى بيت الخطيبة حيث تتعالى هلاهن من باب الحوش وبعد الترحيب من قبل الطرفين تقوم أم العريس أو اخته الكبرى بتقديم قطعت الذهب وتلبسها للعروس وتقدم بقية الهدايا مع صرة الحك لأم العروس بين الهلاهل وعبارات التهنئة مبارك , بالخير , بالتمام ...
مراسيم عقد القران :
غالباَ ما تتم مراسيم عقد القران في بيت الزوجة أو احد اقربائها أن لم تكن دارها مناسبة حيث يتم تبليغ المدعووين وجاهاَ أو بأرسال رسول أذ لم تكن طباعة رقاع الدعوة منتشرة . ثم شرع بطبع رقاع الدعوة التي توزع على اصدقاء ومعارف العائلتين وفيها تحدد ساعة ويوم العقد وغالباَ ما يكون يوم الجمعة وهذه هي صيغة الدعوة :
يتشرف فلان بدعوتكم لحضور حفلة عقد قران ولده فلان على كريمة فلان بن فلان في الدار المرقمة ـــــ محلة ــــ وذلك في الساعة العاشرة من صباح يوم الجمعة المصادف ـــــ وبحضوركم يتم الفرح والسرور .
يرسل أهل العريس الشكرات والظروف مع المناديل مع شمعة العسل وقناني الشربت ، وشكر القند ( كلال ) مع عدد من بطاقات الدعوة لأرسالها الى خاصيتهم ( أقربائهم ) .
تحضر صديقات العروس وأقرباؤها في أحدى الأمسيات قبيل موعد ( المهر ) للمعاونة في لف ظروف الشكر بالمناديل وتشكيلها بالدنابيس وتهيئتها في سلال .
وفي ليلة الجمعة المقررة تفرش دار والد العروس وتهيأ المقاعد على عدد المدعوين وفي صباح الجمعة يقف والد العريس وأخوته لأستقبال المدعووين ولا يحضر والد العروس وأخوتها لأنه ( عيب ) وبعد أن يتوافد المدعوون ويحضر المختار والقاضي ووكيلا الزوج والزوجة وشاهدان من وجوه المحلة تبدأ مراسيم عقد القران بترتيل بعض أيات القرآن الكريم ثم يجلس وكيلا الزوجيين أمام القاضي متصافحيين ( أبهاماَ على أبهام ) ثم يغطي القاضي يديهما بمنديل أبيض كبير نسبياَ يكون من نصيب القاضي بعدئذ ومثله للمختار . يبدأ القاضي بأجراء مراسيم العقد ثم يوقع الوكيلان مع الشاهدين في سجل المحكمة وتعطى نسخة من العقد وتسمى ( زنامة ) الى أهل العروس وهي تحمل موافقة الزوجة على الزواج من فلان على مهر مقدم ( كذا ) ومهر مؤجل ( كذا ) وتحمل تواقيع القاضي والمختار والوكيلين والشهود وتوقيع الزوج والزوجة .
ثم يذهب القاضي ومعه معاونه يحمل الدفتر والمختار ووالد الزوج الى قرب باب الغرفة التي تجلس فيها العروس ليأخذ من لسانها ( يستحصل ) موافقتها فيسألها عن قبض المهر والقبول بفلان زوجاَ .
ومن عادة بنات بغداد الا يقلن نعم الى بعد أن يكرر القاضي سؤاله عدة مرات .
وفي هذه الأثناء تكون العروس مرتديه بدله بيضاء جالسه على رخت ( الرخت هو سرج الحصان يكون مرصع بالفضة ) وبيدها العنان ثم تطور ذلك فأصبحت العروس بعدئذ تجلس على كرسي وأمامها صينيه تحتوي على :
* القرأن الكريم مفتوحاَ على سورة ( أنا فتحنا لك فتحناَ مبيناَ ) تضرعاَ اليه عز وجل أن يجعل الزواج فاتحت خير على العائلة وأن يكون مقدم البنت على بيت الزوجيه مقدم خير .
* البياض ( لبن أو قيمر أو حليب ) لأن البغادة يتفاءلون بالون الأبيض ومن أقوالهم في الدعاء لشخص بالخير يقولون ( أنشاء الله بيضه بوجهك حشه عيونك ) .
* الخضرة مع الخبز وتكون الخضرة ( ياس أو كراث ورشاد أو خس ... ) لأن الخضرة وهي نبات الأرض دليل الخير والبركه .
* الشكرات وتكون حلوة المذاق لأنهم يتفاءلون بالحلاوة حتى تكون العروس ( حلوه بعيون الرجال ) كما يضعون في الصينيه قليلاَ من الحنه ويوقدون الشموع وعندئذ تضع العروس قدميها في لكن ماء تأخذه بعدئذ أحدى المجبوسات وتسبح به عسى أن تحمل , وبعض العوائل يضعون قدمي العروس في لكن ماء فيه ياس وورد . وتمسك العروس بيدها شيشه صغيره تحتوي على الزئبق تخضها بين الحين والأخر على أساس ( بطله ــ أي أبطال السحر ) وفي فمها فص نبات .
تقف على رأس العروس أمرأتان من المسعدات وغالباَ تكونان من خالاتها أو عماتها أو من الأقارب أو الأصدقاء وبيد كل منهما كلتان شكر قند تحركانهما فوق بعضهما حتى تتساقط السكر على رأسها المغطى بقماش أبيض ثم تجمع تلك الذرات المتساقطه مع ماتبقى من كلات القند ويحتفظ به حتى مصباح الصبحيه حيث يعمل حلاوه تقدم للعريس والعروس .
كما تحمل أحدى قريبات العروس ( قفل ومفتاح ) وبعد أن تلفظ العروس كلمة ( نعم ) أجابة على أسئلة القاضي التي كررها عدت مرات يقفل القفل ويحتفظ بالمفتاح الى ليلة الدخلة حيث يفتح مرة ثانيه وأذا لم يفتح القفل في هذه اليلة فأنهم يعتقدون بأن العريس لم يتمكن من ( أخذ المره ) أي لم يستطيع أفتضاض بكارتها كما تحتفظ العروس بفص النبات الذي وضع في فمها عند عقد القران لوضعه في فم العريس ليلة الدخلة أيضاَ . وبعد أنتهاء مراسيم القاضي توقع العروس في الدفتر الرسمي الذي يحفظ في المحكمة وتتعالى الهلاهل وتمنح أقارب العريس وكعة المهر للعروس وغالباَ ما تكون أساور ذهبيه أو أقراطاَ أو نقوداَ ... الخ وقد قيل قديماَ ( الهدايا على قدر مهديها ) وبعد عودت القاضي ومن معه الى محلهم يبدأ ( الوكافه ) وهم عادةَ من أولاد الطرف ومن أقران العريس وأصدقائه بتقديم الشربت على الحاضرين ثم توزع المناديل الملفوفة على ظروف الشكرات وأخيراَ ينفض المجتمعون بعد تقديم التهاني لوالد العريس الذي يكون واقفاَ في باب الدار لتوديع المدعوين وقبول تهانيهم فمنهم من يقول : ( بالخير أنشاء الله يوم زواج الصغير ) وأخر يقول ( بسلامتك حجي أنشاء الله تشوف ولد ولدهم ) .. والخ ووالد العريس يرد على عبارت التهنئة بالشكر . ويرسل أهل العريس بعدئذ دولكات الشربت الى بيوت الجوارين والأصدقاء مع ( جفية أبو فلان ) الذي لم يحضر حفلة عقد القران لظروف قاهرة .
الحفافة :
وهي امراة تدخل البيوت مهنتها ازالة الشعرمن وجوة النساء واذرعهن وسيقانهن وذلك باستعمال الخيط والسبداج وهي عادة تتولى تجميل العرايس وبعض الحفافات يكن وسيطات زواج يعرضن جمال وحسن فلانة على ام فلان التي رامت تزويج ابنها.كما ان هناك نساء يمتهن (دلالة الزواج) وتزويج البنات (البايرات)او اللواتي فاتهن قطار الزوجية.
تدعى الحفافة الى دار اهل العروس قبيل موعد عقد القران وتدعو ام الزوجة اقارب العائلتين حيث تحف الراغبات منهن بعد اكمال حفافة العروس.
تجلس العروس وتجلس قبالتها الحفافة على الارض المفروشة وتقوم بواجبها بين هلاهل الحاضرات اللواتي يرمين قطع النقود في طاسة الحفافة حسب الاستطاعة.وبعد الانتهاء من الحفافة يتناول الجميع طعام الغذاء عند اهل العروس في جو يسودة الحبور.
عقد القران للنساء :
تجري حفلة عقدالقران للنساء عصر نفس اليوم حيث تتوافد المدعوات بالموعد المقرر وتكون العروس جالسة على كرسي عال نسبيا وهي بملابسها البيضاء المؤلفة من :
البدلة البيضاء وتسمى بلكة وتنورة مع التبة وزلوف والدواغ جيناوي ابيض والحذاء يسمى كذلة رحو.ثم تطورت ملابس العروس مع الزمن واصبحت كما يلي محتفظة باللون الابيض بدلة كاملة(نفنوف) وبيدهاالدوانات وعلى راسها الدواغ مع طاق قداح اصطناعي وبيدها شدة ورد اصطناعي ايضا او مهفة اصطناعية وتسمى (ال فرنكة)اى اجنبية الصنع. وتكون العروس مطرقة الخجل وبيدها منديل ابيض على فمها ولاتكلم احدا.امام العروس شمعة العسل مثبتة فى قمقم صفر لانها ثقيلة نسبيا وحولها عيدان الياس الاخضر.ومن حب الاستطلاع او فى طلب الانس يحضرن عددا من النساءغير المعزومات وهن مخمرات بالعباءة لايظهر منهن سوى عيونهن وبعضهن تظهر عينا واحدة ويسمى هذا (بالتبديل) اى حضرت فلانة بتبديل هيئتها. ويقدم للمدعوات الشربي وظروف الحلوى بدون مناديل ثم تطورت حفلات عقد القران واخذت بعض العوائل تقدم الكرزات او الكليجة والكعك مع الشاي واخيرا السندويجات والكيك.
وتستقدم بعض العوائل (ملاية)مع جماعتها من (الدكاكات او الردادات)لاحياء حفلة غنائية خلال تلك الامسية وبعضها يحضر راقصة اواكثر او كاولية(الغجر) وهذا يتوقف على حالة العائلة المالية.
عندما تذوب الشمعة وتطول فتيلتها تقوم ام العروس او احدى قربياتها بقص الفتيلة واطفائها بطاسة ماء احضرت خصيصا لهذه العملية.وبين العوائل من يختتم الحفلة هذه بمد سفرة العشاء تامشتملة على انواع المأكزلات الشهية والفواكة والحلويات.ويعد انصراف المدعوات تطفأ الشمعة لاستعمالها ثانية في ليلة الدخلة .
الجهاز
تبدأالعروس ومعها امها او اختها الكبرى او احدى قريباتها باعداد الجهاز وربما تخرج عدة نساء معا لشراء هذا الجهاز،فتشتري قماش بدلة العرس تمهيدا لارسالة للخياطة حتى يكون جاهزا في الوقت المطلوب ثم تشتري بقية الحاجات الجاهزة،وتوصى على عمل الموادالاخرى. اما اثاث الدار فهو حسب قدمه:صندوق الهند ذو المسامير الصفراء او الكنتور ذو المراة الواحدة الظاهرة او كنتور ذو مراتين ظاهرتين ثم الكنتور ذو عدة ابواب والمراة مخفية .كرويت ابو الرمانة المجروخة اثنتان ثم تطورت الى الفنقات.مراة كبيرة مع ميز ثم تطور الى ميز التواليت،اورطة ويانات ايرانية،عدد من الدواشك واللحف والوسائد وتكون عادة صرة لحاف العروسين من الجيناوي اللماع وكذلك رؤوس المخاديد،لكن وابريك ،صينية صفر كبيرة والكرسي الخاص بها ، عدد من الطشوت(جمع طشت) وهى من الصفر المبيض، ومنقلة حديد ثم اصبحت منقلة برنج مع مقعد خاص لها يسنى صينية المنقلة ،لفات حصران خيزران،سلال الملابس،جربايه ام الرمانات ثم تطورت الى قريوله سيسم،ماكنة خياطة يدوية وغيرها مما يستعمل في البيت وكل حسب امكانيات الطرفين.كما تشتري ملابس داخلية للعريس ومن معة في البيت من الرجال كأبية واخوتة وتسمى(جماشور).
الحمام
يحجز اهل العروس حمام الطرف صباح يوم الاربعاء الذي يسبق ليلة العرس لاغتسال العروس ومن معها من المدعوات حيث تذهب العروس ومعها الادوات التالية وهي لاتقتصر على العرائس فقط وانما تشمل معظم بنات ونساء بغداد وتتوقف نوعية المواد على امكانيات المستحمة ولكنى سأذكرها هنا كنموذج للمرأة البغدادية:
مفرش مطرز بكلبدون_ لفرشة على تخت او دجة (دكة)الحمام للجلوس علية بعد الاستحمام.البقجة المطرزة بالكلبدون ايضا وفيها زوج مناشف شاملية(عمل دمشق)مطرزة بالبريسم الابيض او بالكلبدون ايضا.بشطمال ابريسم (دك الصايغ)اى مثبت علية طررفضية،قبقاب مكسو بالفضة،ركية فضة وتكون ركية متوسطي الحال من الصفر المبيض يوضع في داخلها المشط وهو من الخشب وحجر مغطى بالفضة مع كيس وليفة مع عدد من قوالب صابون الركي ابو الهيل (شغل حلب)مع عدد الكرص(جمع كرصة) وهى مزيج من النخاع(مخ عضم الكراع)والسبداج العادي مدورة الشكل حجمها بقدر الدرهم اليوم يستعمل لازالة الاوساخ والدهن من الوجه.مع كمية من الديرم وهو لحاء شجرة الجوز يستعمل لتلوين الشفاه وتنظيف الاسنان،كمية من طين خاوه،لكن كبير يستعمل لاخذ الماء ويقوم مقام الحوض،ولكن اخر يستعمل لنقل الماء ولكن ثالث صغير يستعمل للجلوس بعد وضعة مقلوبا على الارض وكل هذة اللكونه مصنوعة من الصفر المبيض،بقجه اخرى تحتوي على الملابس النظيفةمع عدد من الجتايات الموردةمن(شغل حلب او الموصل)تستعمل لتعصيب الرأسبعد الاستحمام،تسلم العروس او كل مستحمة مخشلاتها(للحممجيه) زيادة في الامان وتسلم الملابس والبقج للناطورة التي تتولى عادة حراسة الملابس لقاء(بخشيش)علاوة على اجور الاستحمام.
ومن عادات اهل بغداد عامة _نساء ورجالا_اخذ الفواكهة معهم الى الحمام وخصوصا الرمان والنومي الحلو.ومعظم النساء يتأخرن في الحمام حيث يدخلن صباحا ويخرجن مع اذان العصرولذلك يحتجن الى طعام يغلب ان يكون كباب السوق وهو من اكلات بغداد المشهورة ولكن طعام العروس يكون خاصا حيث تأتي صواني الطعام لها وللمدعوات من البيت وأغلبة نواشف او كباب وهو الاكلة التقليدية في الحمام .ومن النساء من يصبغن شيبهن بالحناء والوسمة في الحمام.وبعد انتهاء العروس والمدعوات من الاستحمام تدفع ام العروس اجور الحمام وبخشيشا للدلاكة والناطورة وثمن جاي الدارسين ويخرجن الى بيو تهن.
الحنة(ليلة الحنة)
تقام عادة في ليلة الاربعاء التي تسبق ليلة العرس(الدخلة)في بيت اهل العروس مراسيم الحنة تحضرها قريبات العائلتين وصديقاتهن.تنصب صينية كبيرة مزينة بشموع الكافور والياس (اوراق نبات الياس)وطاسات الحنة الايرانية المعجونة،تبدا الجدة (القابلة)التي ولدت ام العروس بوضع الحنة بيد العروس ورجليها بين الهلاهل والغناء واصوات الدنابك والدفوف،فأذا لم تكن القابلة موجودة تقوم جدة العروس لامها او ابيها بواجب وضع الحنة على يدي العروس وايدي المدعوات تباعا.وهنا ايضا يقدم الحاضرات بعض النقود في طاسة الماءمساهمة منهن بالفرح وتكون تلك النقود من نصيب القابلة.ثم تذهب الى بيت العريس حتى(اتحني)العريس وسراديجة،وهناك من يقيم سهرة ممتعة يدعون اليها(ملاية والدكاكات)او راقصات وهذا يتوقف على الحالة المالية كما اسلفنا ثم يتناول الجميع طعام العشاء وتنصرف بعدئذ الحاضرات وقد امضين وقتا سعيدا في حنة العروس.
ندف الفراش وخياطته
يحدد موعد ندف الفراش ويدعو اهل العروس اصدقاء ومعارف العائلتين من النساء ويستدعون احد الندافين المعروفين،فيحضر ومعة صانعه الذي يحمل(الكوز والجك)والنداف يحمل عصا يضرب بها الفراش بعد خياطيه،وعند البدء بتفصيل قماش تتعالى الهلاهل والادعية(امبارك،بالعافية،بالتمام انشاء الله)وتقدم المدعوات والحاضرات بعض النقود بخشيشا للنداف،وعند الظهر تنصب الصواني الغداء للمدعوات كما يستأنف النداف اماله بعد ان يتناول طعام الغذاء هو وصانعه ثم ينصرف الجميع وكلهم يتمنى الخير والسرور للعروس.
الحملة
بعد ان يححد موعد ليلة الزواج ينقل اهل العروس جميع الجهاز الذي احضروه الى مسكن الزوجة وغالبا ما يكون في بيت اهل العريس ويحضر عدد من اقارب الطرفين للمعاونة في تنظيم وفرش غرفة العروس،يحضر اصدقاء واقارب العريس الى بيت العروس ومعهم المزيقة (الموسيقى)وهي اجواق شعبية خاصة بالات نفخ مع الطبل والمزمار والنقارة ومعهم عدد من الحمالين الصغار والكبار ،فيوزع الاثاث على الحمالين ويقفون رتلا فى (الربونة او العكد)وبعد اتمام التحميل تسير مجموعة من شباب الطرف اصدقاء العريس واقربائه وخلفهم (المزيقة)ثم الحماميل وهم يحملون على روؤسهم او ظهورهم قطع (الجهاز)واذا طال رتل الحمله دل على ان العريس ذو وجاهة ويسر،ويسير فى نهاية الحملة عازفو الطبل والزماره والنقاره
زفة العروس
تسنعد العروس بعد تناول غداء ظهر يوم الخميس للزفه حيث تقوم احدى النساء(المسعدات)السعيدات فى حياتها الزوجية بالباس العروس ملابسها البيضاء الخاصة بالعرس وتقوم بعملية (الزواكة)تجميلا للعروس،واحيانا تقوم الحفافة بوضع الزواكة على وجة العروس ةقد تطورت ازواكة العروس سنة بعد اخرى وساذكر اقدمها متدرجا نحو الاحدث،كانت (النونة)يصنع بعد ان تبصق الحفافة على ظهر الطاوة المسخم وثلوث باصبعها ثم تضع ذلك المزيج الاسود كنقطة دائرية سوداء بين حاجبي العروس،كما تضع فى عينيها الكحل وعلى وجهها السبداج وتصبغ شفتيهابالديرم ثم تضع على جبينها قطعا لماعة تسمى (مي الذهب)وتلصقها بواسطةمنقوع السكر او بقليل من الدبس،وتضع قليلا من (مي الذهب)على وجنتيها ثم تلبسها التبة وزلوف التيل والدواغمن اللاز او الجيناوي الابيض وتكون عباءتها(ازار مع البيجة)وحذاؤها (كذلة رحلو)او الجدك وهو حذاء طويل يشبة الجزمة اونة اصفر،ثم تطورت زواكة العروس فاستخدم الخطاط و(الازباد)لرسم النونة وتطويخ الحاجبين والسبداج القلاي مع صبغ الوجنتين بالقطن الاحمر بعد تبليلة بالفم والديرم والكحل كما اسلفنا وسنأتي على اسلوب عمل الكحل مفصلا ثم تطورت مواد التجميل اكثر فظهر البودر واحمر الشفاه وقلم الكحل وحمرة الخد وغير ذلك مما شاع استعمالة منذ نهاية الحرب العالمية الاولى حتى الان،ولاتزال ادوات ومواد تجميل النساء في تطور مستمر،ويعد تجميل العروسوالباسهااغلى (مصوغاتها الذهبية) وحضور كافة المدعوات للزفة ينادي احد صبيان المحلة ويطلب منةه شد( اى تحزيم) العروس بقطعة قماش احضروها لهذه الغاية اعتقادا بان هذه العملية تجعل المولود البكر ولدا لشدة تلهفم للولد،ثم تطور الازار والبيجه الى العباءة المبرد مع البوشي وهنا يجب ان يكون بوشي العروس من القماش الابيض،تمشي امام العروس احدى نساء المحلة حاملة على راسها بقجة الجماشور وعلى كتفهاابريق مفخور كأباريق الجامع وفية كمية من الاس وتصيح باعلى صوتها (نوري بال محمد صلوات)وعند وصول العروس تعطي تلك امرأة اخرى تحمل مرأة مواجهة نحو وجه العروس.وتكون زفة العروس اما مشيا على الاقدام او بالعرباين الربل واخيرا عند شيوع استعمال السيارات اصبحت الزفة بالسيارات المزوكه بالقطن والشرايط الملونة وغيرها،عند وصول العروس الى باب بيتها الجديد ينحر لها خروف على عتبة الباب كي تطأدمه بقدمها للبركة،كما يوضع في مدخل الدار (لكن)ماء تضربة العروس بقدمها كي يتدفق الخير على زوجها كتدفق الماء النسكب من اللكن ثم تجلس العروس في وسط الحوش او الليوان وبيدها منديلها وقد وضعته على فمها لاتكلم احدا ولاتبتسم وعند اذان المغرب تنصب صواني العشه للمعزومات وفي هذة الفترة تعطى للعروس قليلا من دهن الطعام ويطلب منها ان تسكبة في الموقد حتى يزيد رزق صاحب الدار ولاينصرف النساء الابعد قدوم العريس كي يتفرجن على الزفة،يحضر اهل العريس الجوق الموسيقي البغدادي وعددا كبيرا من اللوكسات لانارة الطريق امام الزفة حيث ينتظرون في باب الجامع الذي يؤدي فية العيس وجماعته صلاة العشاء،وغالبا ما يكون احدا اصدقاء العريس قد اقام حفلة عشاء للعريس واقاريه واصدقائه وبعد الانتهاء من تناول العشاء تجتمع (الزفافة)في الجامع لتأدية الصلاة كما ذكرت،ثم يجتمع الموكب في باب الجامع ويقوم احد الاصدقاء بتنظيم اسلوب مسير ذلك الموكب حيث يوزع الاضوية (اللوكسات) ثم الجوق الموسيقي تم عددا اخر من الاضوية امام العريس ثم العريس وهو بملابسه الجديدة وعباءاه ذات الياخة الكلبدون ويحف به اثنان من اصدقائة يناظرانه في الطول والملابس ويمشى احدهم عن ينيتة والاخر عن يساره ويسمى كل منهم (سردوج) اى مرافق العريس،ويمشي خلف العريس والسراديج (جمع سردوج) عدد من الاصدقاء وبقية اعضاء الزفة وفى المئخرة ابو الطبل وعازف الزمارةوضارب النقارة،وعند خروج العريس من باب الجامع يكسر اولاد المحلة عدة اباريق ماء(من التي تستعمل في الجوامع وهي من الفخار)فيعطي احد السراديج بعض النقود لاولئك الاولاد،ومعظم الزفات تتقدمها جماعة المهوسين وهم من شباب المحلة اظهارا لشعورهمبفرح صديقهم ابن الطرف ومنها
شايف خير ومستاهلها
زوجناه وخلصنا منه
ومبالغة في الفرح تطلق في كثير من الزفات الاطلاقات النارية من مسدسات وبنادق المهوسين،يقوم اصدقاء العريس اثناء مسير الزفة (بعملية)مورثة وقد عملت بعد التساؤل ان هناك عادة مشابهة لدى بعض الاقوام ولكنهم بدلامن الاستعمال(الاصابع)يستعملون ابرا ينخسون بها العريس في العريس في اماكن من جسمة دون تركيز على محل معين والغاية من ذلك هو استجماع افكاره والحيلولة دون تفكيره بالمجهول لان هذا التفكير قتال كما هو معروف،واستهدف بعضهم محل الاتيان بتلك العملية بالذات لتهيج العريس حتى يتمكن ان يقوم بالعملية الجنسية بالسرعة المستطاعة حيث اهله واهل العروس بانتظار (وصلة البياض الوجه)
ليلة الدخلة ــ (يلفظ لام الدخلة مفخما)
بعد وصول العريس الى بيتة المفعم بانواع الزينة والاضوية واللوكسات والاويزات والفوانيس واللمبات (وبعد شيوع استعمال القوة الكهربائية في البيوت استخدمت نشرات الاضوية الملونة مع _كلوب ابو المية_بالنص اى في فناء الدار)يدخل الى غرفته حيث تقف العروس ومعها امرأة سعيدة في حياتها الزوجية وغاليا ماتكون احدى قريباتها(فتعطي الايد بالايد)اى يتصافح العريسان ثم يرفع (البركع)من وجة العروس فيقبلها في جبينها،وعند بعض العوائل البغدادية تمسك العروسبكل ايد شمعة كافور موقدة تأخذها منها المرأةالتي تعطي (الايد بالايد) وتضعها في الشمعدانات بنفس الغرفة حتى يتصافحا وهي تقول (منك المال ومنها البنين بجاه رب العالمين)وهناك وصية لام العروس توصي بها ابنتها وذلك بان تطأقدم العريس بقدمها حتى(تركبه)اى تسيطر علية وتكون كلمتها مسموعة في البيت،اما وصية ام الزوج لابنها فهي العكس اى هو الذى يجب ان (ايدوس رجل مرته)لنفس السبب انف الذكر،وبعد ان يقبل العريس عروسه يخرج من غرفته الى الحوش للتسليم على من كان معه في الزفة من الاخوان والاصدقاء والمعارف فتقدم كؤوس الشربت للحاضرين مع الهلاهل المتلاحقة وبعد تقديم التهاني للعريس ووالده ينصرف كافة المدعوين فتقبل العريس يد والدة ويدخل مرة ثانية الى غرفة منامه ،ثم تنصرف النساء اللواتي حضرن مع العروس وتبقى احدى قريبات العروس (عمتها او خالتها او بيبيتها)في البيت تنتظر(وصلة بياض الوجه)يضع اهل العريس طعاما في غرفة الزوجية (دجاج،لحم محموس ،بقلاوه، او حلويات)حتى يأكل العروسان بعد ان بطمئن كل الى شريك حياتة حيث لم ير كل منهما الاخر قبل هذة الليلة، وعاش كلاهما بالتفكير ومن يفكر طبعا لايشتهى الطعام،ومن ناحية اخرى يستطيعان بهذا الطعام ان يعوضا الجهد البدني الذي بذلاه في تلك الليلة علاوة على السهر كما توضع كمية من الشكرات فى نفس الغرفة وتسمى (جوة الراس)يوزع على الجوارين صباح اليوم التالى،وساعة يؤدي الزوج رسالته في تلك الليلة يخرج من غرفته الى غرفة اخرى فاسحا المجال لدخول قريبة الزوجة التى باتت ليلتها عندهم لاخذ قطعة القماش البيضاء المصبوغة بدم البكارة،وعندئذ تطلق الهلاهل فرحا واعلانا بان ابنتهم شريفة وبنت حلال ،وقد يطلق بعض اقربائهم من الشباب عيارات نارية في الفضاء لاشعار سكان المحلة ب(بياض الوجه)،وقبل الفطور يسبح كل من الزوجين على التوالي الزوج ثم الزوجة (لاغتسال الجنبات)وهذة عادة اسلامية صرفة وان معظم تهل بغداد متمسكون بعادات الدين الاسلامي الحنيف
الصبحية
وفي صباح يوم الدخلة (صباح الجمعة)يرسل اهل العروس فطورا الى بيت الزوجية قوامه ماعون كيمر كبير مع الخبز وماعون حلاوة المصنوعة من الشكر الذي تساقط على راس العروس عندما كان القاضي (ياخذ من السانها)ثم تطور الفطور الى صينية بقلاوة ام الكيمر او كاهي وغيرها،وفي ضحى يوم الصبيحية تقاد العروس من قبل حماتها(اي زوجة اخ العريس)علما بان البيوت البغدادية كانت تضم ثلاث او اربع جناين لان الاولاد المتزوجين يسكنون مع والدهم في دار واحدة كي (توكع على ايدعمها)ثم عمتها اى تقبل يدوالد زوجها الذي يبارك زواجها كما ان العريس يقبل يد ابويه ايضا،فيبارك والد العريس قائلا(أمبارك ألف أمبارك الله ينطيني العمر حتى اشوف المحروس ابنكم)ثم يقدم وكعة اىهدية لزوجة ابنة وهذه تتوقف على الحالة المالية طبعا وعلى سبيل المثال يقدم لها قطعة ذهبية قد تكون سف حصير ،او اسوار او تراجي ام الساعة او تراجي ام الدرع واخيرا منتشه ليلو او زنادي او ياخة ألماز او فلوس،وعند المساء يذهب العريس الى بيت عمه (والد العروس)حيث يقبل يد عمه وعمته (ام العروس)وهناك يعطيه عمه (وكعة)ايضا ومن عادة الازواج في بغداد الايبارحوا الدار لمدة ثلاثة ايام متتالية ومنهم من يبقى سبعة ايام
الزيارات
في الايام التي تلي الدخلة تكون العروس في احلى زينتها واحسن ملابسها وهي لاتقوم باي عمل غير استقبال(الجوارين)والاقارب والاصدقاء الذين يقصدون بيتها لتقديم التهاني والفرجة على جهازها (اللهم الا غسل التمن في صباح يوم الصبحية حتى يكثر الرزق)حيث تفتح لهم (صندوك الهدوم او الكنتور او دولاب الملابس)ليشاهدوا ويتفرجون على الملابس والمصوغات والهدايا وغيرها،وهناك حبل في نهايتيه طاسة فضية يتدلى منها كراكيش بنفس لون الحبل ،يشد بالغرفة لتنشر عليه العروس ملابسها حتى تشاهدها الزائرات
يوم السته
في اليوم السادس من ايام الزواج وغالبا ما يكون صباحا تزور ام العروس وقريباتها وعدد من الصديقات دار العروس وامامهن موكب من الصواني التي تحملها الخادمات او صبيان المحلة على رؤوسهم وهذه الصواني هي هدايا من اصدقاء اهل العروس ردا لفضلهم وتكون الصواني والتي تحتوي على كلال الشكر قند،شكرلمه ،لوزينة ،لقم مغطاة ببقج ملونة او بشطمالات ابريسم ويكون في بعض الاحيان مع تلك الصواني قطع فضية او قطع قماش وغير ذلك حسب علاقة المهدي بالمهدى اليه وعند وصول تلك الصواني الى بيت العروس تسلم الى احدى قريبات العريس ،وهذه (تصر)بغطاء كل صينية مبلغا من النقود زذلك يعتبر (بخشيش)لحامل الصينية،وتجري تلك العملية طبعابين عاصفة من الهلاهل ،ثم يتنازل الجميع طعام الغداء في بيت العريس
توزيع الحلويات
يوزع اهل العريس الحلويات التي وصلتهم في مواعين على الاقرباء والاصدقاء والجوارين الذين شاركوا في الفرح ويحتوي كل ماعون على كافة انواع الحلويات من كل شئ اشويه
اليوم السابع
تقوم العروس بغسل ملابس العائلة المستحقة للغسيل(كي ينغسل همها)كما ان العروس لاتكنس البيت حتى اليومالسابع كي لاتكنس اعيالهااى اهل زوجها
دعوة العروس
لاتخرج العروس لزيارة احد قبل (يفك اهلها رجلها)(وفك الرجل)هذه تكون بدعوة من اهل العروس يدعى اليها العروس والعريس وافراد العائلة،ومن عادات اهل بغداد ان العروس لاتواجة اباها او اخوتها الابعدان تلد بكرها فتذهب اليهم مع المولود بدعوة (فكة الرجل)كما تبقى العروس محافظة على خجلها وعدم مواجهة احمواتها اى (اخوان الزوج)الابعد مدة طويلة وتسلم عليهم عند مواجهتها لهم وهي (امغشاية بالعباية)اىمغطاة الوجه بالعباءة،ومن اقوال البغادة في الزوجة(يمه المره عرك ثيل)اى توسع رقعة الاقارب والنسبان وقولهم في مدح الزوجة (المن اخذ؟بنت نص الدنيه)اى كثيرة الاهل والاقارب،وللندم يقولون (طالعه من زرف الحايط).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق